صحتك من الآلف إلى الياء

اضطرابات الصداع

: حالات الصداع شائعة للغاية. إذ يكاد الجميع يشكو منها بين الفينة والأخرى. وعندما تحدث تلك الحالات مراراً، فإنما تكون من أعراض الصداع الناجم عن اضطراب ما. وأشيع أنواع الاضطرابات المرتبطة بالصداع هو الصداع الناجم عن التوتر. وفي البلدان المتقدمة، يصيب هذا النوع من الصداع أكثر من ثلث الرجال وأكثر من نصف النساء. وتُشير الدراسات الحديثة إلى نفس النتائج في البلدان النامية. أما عبء الإصابة بالاضطرابات المرتبطة بالصداع التي تتسم بشدة تواتر الصداع فيحظى بقدر أقل من الاعتراف: إذ يشكو شخص واحد من أصل 20 شخصاً بالغاً من الصداع على أساس يومي أو شبه يومي.

والصداع النصفي (الشقيقة) بدوره شائع جداً، إذ يشكو منه شخص واحد على الأقل من بين كل سبعة أشخاص بالغين في العالم. ويحدث في جميع القارات، لكنه يبدو، لأسباب ليست معروفة بعد، أقل شيوعاً نوعاً ما في الشرق الأقصى. وهو أكثر شيوعاً بما يصل إلى ثلاثة أضعاف في صفوف النساء مقارنة بالرجال، ويلاحظ هذا النمط في كل مكان. ويعزى هذا الاختلاف إلى أسباب هرمونية. وقد خضع الصداع النصفي للدراسة على نحو أفضل مقارنة بغيره من اضطرابات الصداع. وغالباً ما يبدأ الصداع النصفي في سن البلوغ، ويصيب في المقام الأول من تتراوح أعمارهم بين 35 و 45 عاماً، ولكنه قد يصيب من هم أصغر سناً بكثير، بمن فيهم الأطفال.

واضطرابات الصداع تسبب الألم والعجز. ويمكن أن تتسبب في معاناة شديدة لدى المصاب وأن تنغص على المريض حياته وتتسبب في تكاليف مالية. فنوبات الصداع المتكررة، فضلاً عن الخوف الدائم من النوبة القادمة، يمكن أن تضر بالحياة العائلية والاجتماعية والوظيفية. وعلى الرغم من ذلك يميل كثير من الناس، بمن فيهم العديد من مهنيي الرعاية الصحية، إلى اعتبار الصداع شكوى بسيطة أو عادية. ولهذا لا تحظى أعباء الصداع البدنية والمعنوية والاجتماعية والاقتصادية إلا بقليل من الاعتراف.

بالنسبة إلى الغالبية العظمى ممن يعانون الصداع لا يتطلب العلاج الناجع أية معدات كما لا يتطلب فحوصاً غالية الثمن ولا الاستعانة بأخصائيين مكلفين. و الرعاية الصحية الأولية هي الإطار الذي يتم فيه غالباً وبشكل ملائم التدبير العلاجي لاضطرابات الصداع . وتتمثل العناصر الأساسية للتدبير العلاجي الناجع في الوعي بالمشكلة والتشخيص السليم وتجنب سوء التدبير العلاجي وتعديل نمط الحياة بشكل مناسب والاستعمال الواعي للعلاجات الصيدلانية ذات المردودية.

المصدر: منظمة الصحة العالمية

الوسوم
Show More

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *